12‏/05‏/2025

عندما تموت الأمومة: مأساة القسوة وضياع الإنسانية

عندما تموت الأمومة: مأساة القسوة وضياع الإنسانية

هل سألت نفسك يومًا: هل يمكن لأم أن تقتل طفلها؟ ليس عن طريق الخطأ. وليس من شدة اليأس. بل بقرار بارد، واعٍ، ومتعمد.
إذا كان مجرد السؤال يُحرك مشاعرك، فالإجابة ستطاردك طويلًا.

هذه ليست قصة خيالية. ليست دراما مبالغ فيها.
بل قصة واقعية حدثت في قرية خضراء جميلة، من إحدى دول إفريقيا المليئة بالحياة والتناقضات، حيث يُخفي جمال الطبيعة قسوة البشر أحيانًا.
قصة لم تُحتفَ فيها بالأمومة، بل قُمِعت وسُحقت.

وهم السعادة

وكما تبدأ أغلب المآسي... بدأت بالجمال.
زوجان شابان، مفعمان بالأمل والحب، انطلقا في رحلة الحياة معًا.
الزفاف كان زاهي الألوان. الابتسامات غامرة. الحياة بدت كأنها مشهد من فيلم رومانسي.

لكن حين يُبنى الجمال على الخداع، يتحوّل سريعًا إلى سمّ.

فالمرأة، حسب رواية زوجها، كانت لها غاية واحدة: الثروة.
رأت الزواج ليس كرباط مقدس، بل كدرج يصعد بها إلى الراحة المادية.
وحين لم تتطابق الأحلام مع الواقع، تبعها الإحباط.
رغباتها لا تنتهي. مطالبها لا تتوقف.
وتحوّلت العروس الساحرة تدريجيًا إلى أنقاض.

ومع تزايد التباعد العاطفي والتوتر، استيقظت الحياة داخلها.
لقد حملت.

مفترق الأمومة

وهنا... بدأت الفاجعة.
طفل لم يُولد بعد، لكنه صار عبئًا.
في عينيها، لم يكن الابن رمزًا للحياة أو الامتداد، بل عقبة.
مرساة غير مريحة، تمنعها من حياة جديدة كانت تخطط لها سرًا:
حياة مع رجل آخر، ربما حب قديم... أو وعد بالثراء.

ثم واجهت القرار:
هل تبدأ من جديد كأم؟ أم تبدأ من جديد بدون قيد، بدون دموع، بدون تذكير؟

لقد اختارت الثانية.

يوم ماتت الإنسانية

كانت المدينة هادئة. الأشجار تتمايل مع الرياح. الأذان يتردد بهدوء من مئذنة قريبة.
لكن في عيادة متواضعة، كانت الفاجعة تقع.

وقفت أمام باب غرفة العمليات، صامتة، حاسمة.
الطبيبة تجهز الأدوات، مترددة لكنها متواطئة.

كان الجنين داخلها، في شهره الثالث. لا يستطيع الكلام،
لكنه لو كان يستطيع أن يُسمع روحه، لصرخت:

"ساعدوني! أنقذوني! أنا واثق فيها!"

لكن الثقة وُضعت في غير محلها.
رحمها، الذي يُفترض أن يكون ملاذًا آمنًا، تحول إلى غرفة موت.

غادرت بعدها بساعات، بجسد أخف... لكن بروح أظلم.
لم تكن هناك دموع. فقط... صمت.

الأسئلة القادمة

كيف نُفسّر هذا؟
هل كان جنونًا؟ أنانيةً متوحشة؟
أم مجتمعًا يُربّي أبناءه على أن يروا الأطفال عبئًا لا نعمة؟

نلوم الآباء الذين يتخلّون عن أطفالهم.
نلوم الأنظمة التي تفشل.
لكن، ماذا عندما تكون الأم هي الجلّادة؟

هل رأيت حيوانًا يفترس صغاره من غير جوع ولا خطر؟
ربيت كلابًا لسنين.
رأيت كلبة ترفض الطعام لتحمي أولادها.
حتى في الطبيعة، غريزة الأمومة مقدسة.
فما الذي يجعل امرأة بشرية أبرد من وحش بري؟

ثقافة القيم الزائفة

حدث هذا في مكانٍ يغرق في الفخر الثقافي والطقوس الدينية.
مجتمع يُمجّد العائلة، الاحترام، الشرف.
لكن حين تتكرر القيم دون تطبيق، تصبح مسرحية.

كانت تعرف كيف تُصلي. ترتدي اللباس.
لكن الداخل... كان فارغًا.

نحن نُخلط كثيرًا بين المظهر والحقيقة.
لكن القيم الحقيقية لا تُختبر في السلام، بل عند الألم، عند الإغراء، عند طرق باب المسؤولية.

وفي اختبارها، اختارت أن تفرّ من ذاتها بدل أن تتحمّل المسؤولية.

الأب الغائب

وماذا عن الرجل؟
أصبح عاجزًا. لم يكن مثاليًا. نعم.
قال أشياء ندم عليها. ربما لم يُنصت كفاية.
ربما استسلم مبكرًا.

لكنه لم يتخيل أن يصل الأمر إلى هنا.
أن تختار أن تمحو الطفل بدلًا من أن تربيه.

ورأى الحلم يتحوّل إلى رماد.
لم يخسر زوجته فقط.
بل خسر مستقبلًا: ضحكة، أول خطوة، قصة ما قبل النوم.
والأسوأ... أنهم لاموه.

قالوا له:

"أنت دفعتها لذلك."
وكأن القتل يمكن تبريره.

عالمٌ يمضي قُدمًا...

تسأل الآن: وأين هي؟
تعيش بحرية. تبتسم. تنشر صورًا.
ربما تُحب رجلًا آخر.
ربما تخطط لطفل جديد... بحياة جديدة... بقناع جديد.

ففي عالمٍ تنام فيه العدالة، وتبهت فيه الذاكرة،
هناك من يُفلت بجريمته.

وماذا عن الطفل؟
لا قبر. لا اسم. لا عيد ميلاد.
فقط... صمت.

هل بقيت حدود؟

نعيش في عصر التقدم. عصر الحقوق والحرية.
لكن يجب أن نسأل:
هل هناك حدود للاختيار؟
هل الأمومة حق... أم واجب مقدس؟
هل يمكن لإنسان أن يُنهي حياة ثم يُدعى "أمًا"؟

نُسمّيه "إجهاضًا". نُلطّفه.
لكن... ماذا لو سَمّيناه باسمه؟

"إنهاء واعٍ لروح عاجزة."

ليست كل امرأة تختار هذا الطريق شريرة.
بعضهن خائفات. بعضهن مكسورات.
لكن بعضهن – مثلها – قاسيات ببساطة.
ويجب أن نتعلم كيف نفرّق بينهن.

هذه قصة تطاردنا، ليس لأنها نادرة... بل لأنها حقيقية.

إذا كنت تقرأ هذا الآن، توقف لحظة.
تذكّر الطفل...
ليس كرقم إحصائي.
ولا كقضية سياسية.

بل كقلب كان يمكن أن ينبض.
كضحكة كانت ممكنة.
كحياة... لم تُمنح لها الفرصة.

واسأل نفسك:

كم سقطت الإنسانية حين صار رمز الحب... أداة للدمار؟
دَع هذه القصة لا تُحطم قلبك فقط، بل تُوقظ روحك.


© 2025 جميع الحقوق محفوظة — "السيد زوايد"
الجنسية: مصري 🇪🇬

موقعي الرسمي:
https://shopysquares.blogspot.com/
https://shopysquares.com/blogs/community
https://www.offermasr.com/

02‏/05‏/2025

العاصفة الصامتة: كيف تُعيد البطالة تشكيل الروح البشرية.

 العاصفة الصامتة: كيف تُعيد البطالة تشكيل الروح البشرية.


هناك عواصف تُحطم المباني. وأخرى تُحطم الرجال من الداخل.

البطالة ليست مجرد غياب وظيفة، بل هي التفكك البطيء للروتين والهوية والهدف. تتسلل بصمت، دون إنذارات أو صفارات إنذار، وتستقر كالغبار فوق الأحلام التي كانت حية. تطول الأيام، وتزداد الليالي ثقلًا، ويحل فراغ غريب محل الطموح. ليس لأن الشخص قد تغير، بل لأن العالم من حوله قد ساد الصمت.

هذه ليست قصة كسل. إنها حرب هادئة. تآكل نفسي.

ويحدث هذا أكثر مما نرغب في الاعتراف به.

1. الهوية والقيمة الشخصية

قد يُشعرك فقدان الوظيفة بفقدان جزء من كيانك. العمل يمنح الناس هدفًا وإحساسًا بالهوية - إنه أكثر من مجرد راتب. بدونها، يبدأ الكثيرون بالتشكيك في قيمتهم ومكانتهم في المجتمع. يشعرون بالتجاهل، وكأنهم لم يعودوا مساهمين أو مطلوبين. إنها ضربة صامتة لاحترام الذات، لا يرغب الكثيرون في الاعتراف بها.

2. الانتماء والهدف

كثيرًا ما تمنح الوظيفة الناس سببًا للاستيقاظ صباحًا. فهي توفر لهم هيكلًا وأهدافًا ودائرة اجتماعية. بدونها، من السهل أن يشعروا بالضياع والانفصال، وبأنهم خارج العالم الذي كانوا ينتمون إليه سابقًا. يشاهدون الآخرين يتقدمون بينما يشعرون هم بالجمود. هذه الفجوة تخلق مسافة عاطفية وشعورًا بعدم الانسجام بعد الآن.

3. العزلة الاجتماعية

يمكن أن تدفع البطالة الناس إلى العزلة، ليس لأنهم يريدون البقاء وحيدين، بل لأنهم يشعرون بالخجل. يتجنبون المناسبات الاجتماعية، ويتهربون من الأسئلة، وينسحبون تدريجيًا من الأصدقاء والعائلة. يزداد الصمت وطأةً. بمرور الوقت، تصبح الوحدة رفيقًا يوميًا، مما يجعل التواصل مع الآخرين أكثر صعوبة.

٤. الخوف من الأحكام

هناك خوف دائم من أن يُحكم عليك أو يُساء فهمك. يخشى الناس أن يفترض الآخرون أنهم كسالى، أو غير متحمسين، أو غير أذكياء بما يكفي. حتى عندما يكون الاقتصاد هو السبب، يبدو الشعور بالعار شخصيًا. يمكن أن يمنع هذا الخوف الناس من التواصل مع الآخرين، أو التقدم للوظائف، أو حتى التحدث عن وضعهم بصراحة.

٥. القلق والاكتئاب

إن البطالة ليست مُرهقة فحسب، بل قد تكون مُرهقة نفسيًا. كلما طالت، زادت ثقتك بنفسك. يتحول عدم اليقين بشأن المستقبل إلى قلق، ويمكن أن يُؤدي الرفض المتكرر إلى الاكتئاب. في بعض الأيام، حتى المهام البسيطة تبدو ثقيلة جدًا.

٦. البطالة قصيرة الأمد مقابل البطالة طويلة الأمد

قد تبدو بضعة أسابيع من الإجازة بمثابة استراحة. لكن أشهر أو سنوات بدون عمل؟ هذه قصة مختلفة تمامًا. يمكن للبطالة قصيرة الأمد أن تُحفز الشخص، بينما غالبًا ما تُبدد البطالة طويلة الأمد الأمل. الأمر لا يتعلق بالوقت فحسب، بل بكيفية تأثيره على الشخص من الداخل.

7. العادات والروتين اليومي

بدون عمل، يتلاشى النظام اليومي. يسهر الناس لساعات متأخرة، وينامون لساعات طويلة، ويتجاهلون وجبات الطعام، أو يفرطون في الأكل. تتداخل الأيام. بدون أهداف واضحة، يتلاشى الدافع. يتسلل الملل، وتتجذر العادات السيئة - كالتدخين، وشرب الكحول، أو تصفح الإنترنت بلا توقف - بسرعة.

8. خطر الإدمان أو العادات السلبية

قد يكون وقت الفراغ خطيرًا. عندما يشعر الناس بالفراغ في أيامهم، قد يلجأون إلى حلول سريعة - الكحول، والوجبات السريعة، وألعاب الفيديو، أو حتى المخدرات. تبدأ هذه العادات كمشتتات، لكنها سرعان ما تصبح روتينًا. المشكلة؟ إنها تُخفف الألم دون حل السبب.

9. العلاقات والضغوط العائلية

تُثقل البطالة كاهل العلاقات. يتحول الضغط المالي إلى خلافات. قد يشعر أحد الشريكين بالذنب، والآخر بالاستياء. يشعر الآباء بأنهم يُخذلون أطفالهم. يتراكم العبء العاطفي، وإذا لم يُعالج، فقد يُلحق ضررًا بالغًا بالروابط الأسرية.

10. فقدان الثقة كشريك أو والد

من الصعب أن يشعر المرء بأنه زوج أو والد قوي عندما لا يستطيع توفير احتياجاته. يفقد الكثيرون ثقتهم بدورهم في المنزل. ينسحبون عاطفيًا، ويشعرون بالخجل، بل ويشعرون أحيانًا أن عائلاتهم ستكون أفضل حالًا بدونهم. هذا الشك الذاتي يؤلم أكثر من أي رفض وظيفة.

11. إيجاد النمو في الأوقات الصعبة

لكن ليست كل القصص تنتهي في الظلام. يستخدم البعض البطالة كنقطة تحول. يتعلمون مهارات جديدة، ويبدأون أعمالًا تجارية عبر الإنترنت، أو يسعون في النهاية وراء شغفهم. يصبح الحضيض بالنسبة لهم أساسًا لشيء أعظم. ينهضون أقوى من ذي قبل.

12. تعلم مهارات جديدة

هناك عدد لا يحصى من الدورات التدريبية المجانية، والبرامج التعليمية، والمجتمعات على الإنترنت. يحوّل الكثيرون وقت فراغهم إلى وقت للتعلم. البرمجة، والكتابة، والفنون الرقمية، واللغات - سمها ما شئت. يصبح الإنترنت فصلًا دراسيًا، وتصبح مرحلة البطالة مرحلة نمو.


لذا في المرة القادمة التي تقابل فيها شخصًا عاطلًا عن العمل، لا تسأله عن عمله، بل اسأله كيف هو صامد.

فخلف هذا الصمت... قد تكون هناك عاصفة تنتظر أن تُسمع.


............

ملحوظات:-
يحظر نسخ أو إعادة نشر أو استخدام أي جزء من هذا المحتوى بأي وسيلة دون إجازة دون إذن صاحب الحقوق.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 "السيد زويد".
الجنسية : مصري 🇪🇬
جميع محتويات حقوق الطبع والنشر الرسمية الخاصة بي هنا:
https://medium.com/@shopysquares
https://vocal.media/authors/sayed-zewayed
https://substack.com/@shopysquares
موقعي الرسمي هنا :
https://shopysquares.blogspot.com/
https://shopysquares.com/blogs/community


باقتي الحمام المغربي والتنظيف العميق للبشرة بخصم حتى 74% في Beauty Treatment Lounge

باقتي الحمام المغربي والتنظيف العميق للبشرة بخصم حتى 74% في Beauty Treatment Lounge
باقتي الحمام المغربي والتنظيف العميق للبشرة بخصم حتى 74% في Beauty Treatment Lounge

أحلى تجربة برجر وراب كومبو هتعيشها بخصم حتى 40% من فروع هولمز بالقاهرة والإسكندرية!

أحلى تجربة برجر وراب كومبو هتعيشها بخصم حتى 40% من فروع هولمز بالقاهرة والإسكندرية!
أحلى تجربة برجر وراب كومبو هتعيشها بخصم حتى 40% من فروع هولمز بالقاهرة والإسكندرية!

صب ووفر بلاتينيوم بلوتوث - 10 وات - اسود - AH4001

صب ووفر بلاتينيوم بلوتوث - 10 وات - اسود - AH4001
صب ووفر بلاتينيوم بلوتوث - 10 وات - اسود - AH4001

قضي داي يوز ممتع مع أسرتك شامل حمامات سباحة للأطفال والكبار في Paradise Pool, بداخل نادي مصر للتأمين

قضي داي يوز ممتع مع أسرتك شامل حمامات سباحة للأطفال والكبار في Paradise Pool, بداخل نادي مصر للتأمين
قضي داي يوز ممتع مع أسرتك شامل حمامات سباحة للأطفال والكبار في Paradise Pool, بداخل نادي مصر للتأمين بالسادس من أكتوبر!

كل اللي تحبه من حلويات غربية، تورتات الشيكولاته واللوتس والمشروبات بخصم حتى 37% من فروع يايا سويت!

كل اللي تحبه من حلويات غربية، تورتات الشيكولاته واللوتس والمشروبات بخصم حتى 37% من فروع يايا سويت!
كل اللي تحبه من حلويات غربية، تورتات الشيكولاته واللوتس والمشروبات بخصم حتى 37% من فروع يايا سويت!

حصريا: تذكرة سينما وفشار صغير من اختيارك بخصم حتى 52% في فروع سينمات رينيسانس

حصريا: تذكرة سينما وفشار صغير من اختيارك بخصم حتى 52% في فروع سينمات رينيسانس
حصريا: تذكرة سينما وفشار صغير من اختيارك بخصم حتى 52% في فروع سينمات رينيسانس

تمتعي بباقة العناية الكاملة بخصم 54% في إسراء الشريف بيوتي صالون، المعادي! فقط 650 جنيه بدلا من 1400

تمتعي بباقة العناية الكاملة بخصم 54% في إسراء الشريف بيوتي صالون، المعادي! فقط 650 جنيه بدلا من 1400
تمتعي بباقة العناية الكاملة بخصم 54% في إسراء الشريف بيوتي صالون، المعادي! فقط 650 جنيه بدلا من 1400 جنيه

Women Lattice Pattern Metal Handbag Chain Geometric Evening Clutch Purse

Women Lattice Pattern Metal Handbag Chain Geometric Evening Clutch Purse
Women Lattice Pattern Metal Handbag Chain Geometric Evening Clutch Purse